زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة النساء]

صفحة 69 - الجزء 1

  وأهل الكساء أفضل من ذراريهم، و ...... الخ.

  وأئمة أهل البيت وعلماؤهم ومؤمنوهم يتفاضلون، وشيعة أهل البيت يتفاضلون، ومع ذلك فقد جمع الله بين الجميع وساواهم فيما ذكرنا سابقاً من تفسير حديث المجموع.

  - وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}: تخويف إثر تخويف، وتحذير إثر تحذير ليدفعهم الله تعالى بذلك التخويف والتحذير إلى الوقوف والنظر والتأمل لأن الإنسان إذا خوف تخوف ونظر فيما خوف منه وتأمل خبر المخوف له ونظر فيه وتابع النظر والتأمل حتى يعلم صحة ما خوف منه أو بطلانه، فعلى هذا الأسلوب جاءت هذه الآية فتأمل وانظر ..

  - ويزيد في تخويف المخاطبين في هذه الآية تقديم {عليكم} على {رقيباً} فإن التقديم يفيد أن على المخاطبين رقابة مركزة وخاصة بهم تراقب حركاتهم وسكناتهم ومصادرهم ومواردهم.

  وبما أن المخاطبين من أهل اللغة العربية فإنهم يفهمون ذلك فهماً جيداً، ويعون هذا المعنى الذي ذكرناه أكمل وعي، ويزيد في تأكيد خوفهم أن الرقيب عليهم هو الله الذي خلقهم وخلق البشر جميعاً والذي يتساءلون به.

  - ويزيد في تأكيد خوفهم أن الذي جاء بهذا التهديد وأوصله إليهم هو محمد بن عبدالله الذي عرفوه بالصدق والأمانة والوقار ووفرة العقل والحكمة والسداد، مؤكداً خبره بأنواع من التوكيد المعهود عندهم في لغتهم.

  - وبناءً على ما ذكرنا فينبغي لمن يدعو إلى دين الله أن ينهج ذلك الأسلوب القرآني الذي شرحناه وأوضحناه؛ إذا كان المقام مناسباً لمثل هذا الاستدلال، وثم أساليب أخرى وطرق للاستدلال في القرآن الكريم.

  - خاطب الله تعالى الناس عموماً في هذه الآية وأمرهم بتقواه من غير أن يبين هنا كيف يتقى، فيدل ذلك على أنه يجب على كل مكلف أن يعرف كيف يتقي