زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة النساء]

صفحة 77 - الجزء 1

  وكانت السبل عامة مفتوحة أمام الناس، فمن أراد العبادة فطريقها مفتوح، ومن أراد العلم فطريقه مفتوح، ومن أراد التجارة فأسبابها متوفرة، و ... إلخ.

  ٢ - ترتيب الخصال الثلاث في الذكر يشير إلى أن الصدقة أفضل الخصال الثلاث، ثم الأمر بالمعروف، ثم الإصلاح بين الناس، ولعل السر في ذلك أنه يترتب على الصدقة حفظ النفوس، والمحافظة على حياة النفس أولى من المحافظة على جلب المصالح الدينية والدنيوية ودرء المفاسد.

  والإصلاح بين الناس وإن كان فيه المحافظة على حياة النفس يجيء في المرتبة الثالثة؛ لأنه يترتب عليه مصالح خاصة بالمتنازعين، والمصالح العامة أولى من المصالح الخاصة.

  ٣ - أن قبول الأعمال الصالحة وحصول الثواب على فعلها مشروط بأن تكون الأعمال الصالحة مقرونة بالنية المخلَصة لوجه الله لا يصحبها غرض دنيوي.

  ٤ - أن محل النية القلب، وهي أن يكون الدافع للمكلف إلى العمل الصالح هو الرغبة في رضوان الله، وقد حكى الله تعالى عن موسى # قوله: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ٨٤}⁣[طه].

  - إذا فعل المكلف العمل الصالح، وكان الدافع له إلى عمله هو الرغبة في قضاء حاجة الفقير والمسكين والرحمة باليتيم والأرملة ونحو ذلك فهي نية صالحة؛ لأن الله تعالى يحب ويرضى قضاء حاجة الفقير والمسكين، ويحب ويرضى الرحمة باليتيم والأرملة، ومن رغب في الصدق وتحراه في قوله، وتجنب الكذب وتحرى الابتعاد عنه؛ لأنه يحب الصدق ويكره الكذب فنيته صالحة، وذلك لأن الله تعالى يحب الصدق ويرضاه، ويكره الكذب ويسخطه.

  ٥ - جاءت تلك الأعمال مطلقة في الآية مما يدل على أن أي واحد منها وإن قل أو دق أو صغر له وزنه عند الله، وله نصيب من الأجر العظيم، فحقيق بالمؤمن أن لا يستقل شيئاً من ذلك ولا يستصغره.