المبحث الثاني الإنشاء
ملحوظات لا بد منها في تبادل الخبر والإنشاء
(١) قد يحل الخبر محل الإنشاء
  في اللغة العربية صيغ شتى، ظاهرها الخبر وحقيقتها الإنشاء. والبلاغيون يَعُدّون هذه الصيغ من صيغ الإنشاء ولا يهتمون بظاهرها
  فلو قلت: رحم الله فلاناً، أو وفقك الله وسدد خطاك، أو لحا الله ذلك الفاجر، أو لا بارك الله في أولئك القوم، أو رزقني الله لقاءك؛ فإن هذه العبارات أخبارٌ في ظاهرها يمكن أن تعرضها على قانون الصدق والكذب وتقول بعد ذلك: إنها أخبار.
  لكنك لو تأملت في حقيقتها لوجدتها أدعية صيغت بصيغة الأخبار. وأن أصلها: اللهم ارحم فلاناً، ليوفقك الله وليسدد خطاك، اللهم الحُ ذلك الفاجر، رَبِّ لا تبارك في أولئك القوم، اللهم ارزقني لقاء صاحبي وهكذا.
  وملاحظة صغيرة عابرة تدل على أنها صيغ أمر أو نهي حملت معنى الدعاء، وانتقلت من صورة الإنشاء الطلبي إلى صورة الخبر.
  ولهذا فإن البلاغيين يدرجونها في أقسام الإنشاء الطلبي رغم ظاهرها المعاكس.