البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

علم المعاني

صفحة 133 - الجزء 1

  على ذلك كقوله تعالى: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}⁣[يوسف: ١٣].

  عرف المسند إليه باللام للإشارة بها إلى فرد غير معين من أفراد حقيقة الذئب. إذ ليس المراد ذئباً معروفاً في الخارج، وإنما المراد فرد من أفراد الذئاب.

  ومثله قول الشاعر:

  ولقد أمر على اللئيم يَسُبن ... فمضيتُ ثَمَّتَ قلت: لا يعنيني

  ج - لام الاستغراق:

  وهي التي يراد بها جميع أفراد الحقيقة كقوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢}⁣[العصر] فالمقصود جميع الناس. ونحو: قرر التجار الإضراب. فالمقصود كل التجار.

  ***

  و - تعريف المسند إليه بالإضافة:

  نود أن نشير قبل تفصيل هذا الموضوع إلى أن علماء البلاغة عدوا المضاف والمضاف إليه كلمة واحدة أو كُلاً لا ينفصل، كما سبق وعدوا اسم الموصول وصلته شيئاً واحداً.

  ويخيل إلينا أن قولهم: يُعرف المسند إليه بالإضافة لأغراض منها:

  ١ - لإفادة الاختصار: نحو: كتابي جديد. أصلها «الكتاب الذي هو لي» جديد. وقد قامت الإضافة مقام التطويل.