البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثالث المسند إليه

صفحة 136 - الجزء 1

  يقول الشاعر العاشق لفتاته التي يحبها:

  قليل منك يكفيني، ولكن ... قليلك لا يقال له: قليل

  فإذا كانت كلمة، رضى أو نظرة حب أو ابتسامة رقيقة من فتاة لفتاها منحة عظيمة، وعطاءً جَلَلاً، فكيف يكون «رضوان» من الله على عبده؟

  لو منحنا وزير من الوزراء بطاقة صغيرة عليها اسمه، وقدمناها إلى إنسان، لنا عنده مصلحة وحاجة، لقضى لنا هذا الإنسان حاجتنا.

  ولو منحنا رئيس الدولة مثل هذه البطاقة فإنا بها نصل إلى ما نبتغي، وأكثر مما نبتغي.

  هذا وضع الإنسان مع الإنسان.

  فكيف إذا كانت البطاقة تحمل كلمة «رضى» ممنوحة مِمَّن خلق الفتاة والفتى، والوزير والأمير والحاكم والملك؟

  هذه الكلمة الصغيرة تكفي لتفتح أمامنا أبواب الخير في الدنيا والآخرة، لأنها صدرت من ملك الملوك من الله خالق الخير والإنسان والسموات والأرض.

  إنا نرجح أن تكون كلمة رضوان للتقليل تعظيماً الله، واعترافاً بِقَدْرِهِ وجلاله.

تقديم المسند إليه

  للناس جميعاً قواعد سلوكية يحبونها ويحبون من يقوم بها. من هذه القواعد تقديم العالم على الجاهل، والكبير على الصغير، والفاضل على المفضول، وذلك حين يهمون بدخول منزل، أو الخروج منه، أو البدء بطعام، أو عمل أي شيء آخر. فالمقدّم هو المستحق الاحترام.