البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث السادس القصر

صفحة 164 - الجزء 1

  فكلمة «أنت» مقصور، و «المرجّى للشدائد» مقصور عليه. وقد تم القصر بطريق الأداة «إنما».

معنى كلمتي «قصر حقيقي» و «قصر إضافي»

  القصر الحقيقي: ما اختص فيه المقصور بالمقصور عليه، بحيث لا يتجاوزه إلى غيره أصلاً على وجه الحقيقة أو على وجه الادعاءـ المبالغة.

  لِنَعُد إلى المثال السابق: «لا خالق إلا الله» لقد قصرنا صفة «الخَلق»

  على «الله» وحده وهو قصر حقيقي. إذ ليس في الوجود أحد يستطيع أن يخلق حتى ذبابة حقيرة صغيرة.

  ولو قلنا: «ما زيد إلا كاتب» فإنا قصرنا شخص «زيد» على صفة الكتابة، ونفينا عنه كل صفة أخرى سواها.

  بتعبير آخر: حصرنا زيداً بصفة واحدة في الدنيا لا يتصف بغيرها، وهي صفة الكتابة أي ليس شاعراً، ولا رجلاً، ولا آكلاً، ولا شارباً، ولا

  هذا القصر هو قصر موصوف على صفة. وهذا النوع يكاد يكون مستحيلاً.

  أما إذا قلنا: لا فتى إلا علي. فهو قصر صفة على موصوف.

  فقد يكون في البلد رجال، فيهم شجاعة، وفيهم فتوة، ولكنهم لا يُعَدّون شيئاً بجانب شجاعة عليّ وفتوته، نكون قد تجاهلنا وجودهم، وحصرنا الشجاعة والفتوة في عليّ حصراً حقيقياً على سبيل المبالغة أو الادعاء.

  أما القصر الإضافي فهو الذي يختص فيه المقصور بالمقصور عليه