البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث السادس القصر

صفحة 165 - الجزء 1

  بالنسبة إلى شيء معين، بحيث لا يتعداه إلى ذلك الشيء، ويصح أن يتعداه إلى شيء آخر.

  فإذا قلنا: ما كتب إلا محمد. فَغَرضُنا تخصيص الكتابة بمحمد، وقصرها عليه فلا تتعداه إلى سعيد أو ميخائيل أو خالد. فهذا القصر إضافيّ.

  وإذا قلنا: إنما أنت شاعر. فَغَرضُنا تخصيص المخاطب بصفة الشاعرية، وقصره عليها فلا يتعداها إلى النثر، أو الخطابة، أو الفنون الأدبية الأخرى. وهذا القصر إضافي.

  وإذا قلنا لرجل وقع في حيرة، أيختار الوظيفة مهنة له ومعاشاً أم يختار العمل الحر والتجارة المغامِرَةَ: إنما الأَرْبَحُ العمل الحرّ وبقولنا نكون قصرنا الربح على العمل الحر، لا على الوظيفة الحكومية المحدودة الدخل والراتب الشهري. هذا القصر إضافي.

  القصر الإضافي إذاً يكون دائماً بالنسبة إلى شيء معين.

  ***

  نستطيع بعد ضرب الأمثلة أن نصل إلى الخلاصة التالية:

  القصر الحقيقي: ما كان التخصيص فيه بحسب الحقيقة والواقع بألاً يتجاوزه إلى غيره أصلاً.

  القصر الإضافي: ما كان التخصيص فيه بحسب الإضافة إلى شيء آخر معين، لا بالنسبة إلى جميع ما عداه.

  ***