الباب الثاني فن المجاز
  الزهر والشجر والثمر، كما هو سبب في إحراق الغابات وكثير من معالم الحياة(١)
  ورأى - ذلك الإنسان القديم - أن في الناس من له صفاتٌ كصفات الشمس ... في علوّ المكانة، وفي إخراج الآخرين من ظُلُمات الجهل إلى نور المعرفة والعلم، وفي الحديث الطيّب الذي يبعث في القلوب الطمأنينة والرضى، ويفجّر فيها ينابيع الخير، ويدفعُها إلى كلّ عمل كريم، وإبداع عظيم ... وهكذا
  إذن، بين الشمس الحقيقية وهذا الإنسان صفاتٌ مشتركة، وأمورمتشابهة، فلماذا لا يقول عنه إنه: شمس؟
  والسماء:
  إنها تعني في مُسمّاها هذا الفضاءَ الرحيب الذي يعلو الوجود كلَّه، ويحيط به، ويمتد إلى ما لا نهاية، حتى لا تَبْلُغه العين(٢) فيه تسبح الأفلاك، وفيه تجري الشمس إلى مستقرَّلها، وفيه تتجمع السُّحُب، ومنه تنزل الأمطار إلى الأرض فتشربها، ثم ينبت العشب والنبات، وتورق الأشجار، وتثمر الثمار، ويكون الرزق والمال الوفير
(١) لا ننسى أن الله - جل وعلا - هو الذي مَنَح الشمس وسواها هذه القدرة، وهو قادر على أن يسلخها عنها حين يشاء كما سلخ قوة الإحراق من النار التي رُمي بها إبراهيمُ الخليل #.
(٢) السماء: في اللغة: هي كل ما علاك وأظلك. ومنه قيل لسقف البيت: سماء، وللسحاب سماء (انظر تهذيب الصحاح ٩٩٥/ ٣).