البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

علوم البلاغة بين التطور والتاريخ

صفحة 44 - الجزء 1

  القرآني، أو النقد الأدبي، أو عند الحديث عن السرقات الشعرية، أو الكلام عن روعة بيان العرب وفصاحتهم.

  وإذا كان ابن المعتز من أبناء القرن الثالث الهجري العاشر للميلاد قد نهج هذا السبيل فإن الذين جاؤوا من بعده لم يختلفوا عنه في كثير

  فقدامة بن جعفر⁣(⁣١)، المتوفى سنة ٣٣٧ هـ / ٩٤٨ م أدرج حديثه عن البلاغة في كلامه عن نقد الشعر؛ دون أن يميز هذا من ذاك.

  ومثله فعل ابن طباطبا⁣(⁣٢) في كتابه «عيار الشعر»، والآمدي في كتابه «الموازنة بين الطائيين»، والقاضي الجرجاني⁣(⁣٣) في «الوساطة بين المتنبي وخصومه»، والعسكري في كتاب «الصناعتين»، وابن رشيق في كتاب «العمدة في صناعة الشعر ونقده» وابن سنان الخفاجي⁣(⁣٤) في «سرّ الفصاحة»، وعبد القاهر الجرجاني في كتابيه: «دلائل الإعجاز» و «أسرار البلاغة»، والزمخشري⁣(⁣٥) في تفسيره «الكشاف»، مع اختلاف ليس بالكبير بين طرائقهم ومناهجهم.


(١) كاتب من البلغاء والمتقدمين في علم المنطق والفلسفة أسلم على يد المكتفي بالله العباسي، له كتب كثيرة منها: نقد الشعر، ونقد النثر. ت ٣٣٧ هـ / ٩٤٨ م. الأعلام ٣١/ ٦

(٢) محمد بن أحمد. الحسني العلوي. شاعر وأديب، ولد ومات في أصبهان. له كتب عدة منها: عيار الشّعر، وتهذيب الطبع ت ٣٢٢ هـ / ٩٣٤ م. الأعلام ١٩٩/ ٦

(٣) علي بن عبد العزيز. قاض وعالم بالأدب وشاعر. له كتب عدة، منها: الرساطة، وتفسير القرآن، وتهذيب التاريخ وديوان شعر. ت ٣٩٢ هـ / ١٠٠٢ م. الأعلام ١٤٤/ ٥

(٤) عبد الله بن محمد. الخفاجي الحلبي. شاعر، أخذ الأدب عن المعري وسواه. ولي على أعزار من نواحي حلب وعصى بها فدس له السم فمات ودفن بحلب. له ديوان شعر وكتاب سرّ الفصاحة. ت ٤٦٦ هـ / ١٠٧٣ م. الأعلام ٢٦٦/ ٤

(٥) محمود بن عمر. الخوارزمي الزمخشري، جار الله، من أئمة العلم بالدين والتفسير واللغة والآداب، ولد في زمخشر، وسافر إلى مكة وأقام بها زمناً، ثم عاد إلى الجرجانية وتوفي بها، من كتبه: الكشاف وأساس البلاغة وكثير غيرهما. كان معتزلياً شديداً على أهل السنّة والمتصوّفة. ت ٥٣٨ هـ / ١١٤٤ م. الأعلام ٥٥/ ٨