الطباق والمقابلة
المقابلة
  المقابلة: هي إيراد الكلام ثم مقابلته بمثله في المعنى واللفظ على جهة الموافقة أو المخالفة.
  والفرق بين المقابلة والطباق هو أنَّ الطباق لا يكون إلا بين الأضداد، أما المقابلة فتكون بين الأضداد، كما تكون بين غير الأضداد، والفرق الثاني هو أن الطباق لا يكون إلا بين ضدين فقط، أما المقابلة فتكون بين أكثر من اثنين.
  وتقع المقابلة في الكلام شعراً كان أم نثراً، وتقع بين لفظين، وثلاثة ألفاظ، وأربعة، وقد تقع بين خمسة.
  مثال مقابلة اثنين باثنين قول الطغرائي، صاحب لامية العجم(١):
  حلو الفكاهة، مر الجد، قد مزجت ... بشدة البأس منه رقة الغزل
  فإنه قابل الحلو والفكاهة بالمر والجد في صدر البيت، ثم قابل الشدة والبأس بالرقة والغزل في عجز البيت:
  ومنه قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}[التوبة: ٨٢]. وقول النبي ﷺ «إنّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شَانَهُ»(٢). وقوله ﷺ «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا»(٣)، وقول النابغة الجعدي(٤):
  فتى ثم فيه ما يسر صديقه ... على ان فيه ما يسوء الاعاديا
(١) هو ابو اسماعيل، مؤيد الدين الحسين بن علي. اديب شاعر ناثر وزر للسلطان مسعود بن محمد السلجوقي بالموصل، ولما تغلب السلطان محمود على اخيه مسعود قتل الوزير الطغرائي ظلما سنة ٥١٣ هـ. وفيات الأعيان ٤٣٨/ ١.
(٢) رواه مسلم، عن رياض الصالحين ص ١٨٧ - باب الحلم والأناة والرفق.
(٣) متفق عليه.
(٤) ديوانه ص ١٧٤.