التورية
أقسام التورية
  في خزانة ابن حجة وأنوار الربيع ومطوَّل التفتازاني وبعض المؤلفات البلاغية المعاصرة تقسيم للتّورية فيه شيء من العقادة والتّكرار، بل إنك لتجد الأمثلة ذاتها في جميع تلك المؤلفات والأقسام التي قررها هؤلاء المؤلفون وهي أقسام أربعة.
  ١ - التورية المجرَّدة: وهي التي تتجرَّد عما يلائم كلا من المورَّى به، والمورى عنه.
  ٢ - التورية المرشحة وهي التي تتضمَّن ما يلائم المورَّى به، إمَّا قبل التورية أو بعدها.
  ٣ - التورية المبينة: وهي التي تتضمَّن ما يلائم المورَّى عنه، إما قبل الثورية أو بعدها.
  ٤ - التورية المُهيأة: وهي التي تفتقر إلى ذكر شيء يهيتها لاحتمال المعنيين إما قبلها، أو بعدها، وإلا لم تتهيَّأ الثورية، أو تكون بلفظين أو أكثر لولا كل منهما لم تتهيا الثورية في الآخر.
  ومن تتُبع الشواهد التي أوردها مؤلّفو البلاغة وجدنا المجردة والمرشحة أكثر شيوعاً، وأقرب طبعاً، وأحلى صياغة من النَّوعين الأخيرين المبيَّنة والمهيَّأة. زد على هذا أنَّ هؤلاء المؤلفين أو ردوا لهذين الأخيرين أمثلة محدودة، ولم يستطع مؤلف من المتأخرين أو المعاصرين الخروج عن أقوالهم أو شواهدهم قيد أنملة، بل إنهم أوردوا كلامهم بالنَّص والحرف، ولم يتجاوزوه إلى الشرح أو التأييد أو التفنيد، ولذلك فإنا سنقتصر على الشَّواهد الأدبيَّة الرفيعة التي تفوح بالطبع، وتلوح عليها أمارات الصحة والعافية، أو تظهر فيها الطرفة الأدبية المفرحة، دون الإفراط في بيان نوعها، ولا سيما إن كانت من المبينَّة أو المهيَّاة، ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
  قال برهان الدين القيراطى(١):
(١) خزانة الأدب ص ٢٦٦.