البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

القسم الأول جماليات في النظم والمعنى

صفحة 106 - الجزء 3

  الأدهم⁣(⁣١) فقال: مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب. قال: ويلك، إنَّه حديد. فقال: لأن يكون حديداً خيرٌ من أن يكون بليداً

  ومثله قول ابن نباتة:

  وملولة في الحب لما أن رات ... أثر السقام بعظمي المنهاضِ

  قالت: تغيرنا. فقلتُ لها: نعم ... أنا بالسَّقام، وأنت بالإعراضِ

  وقول أبي المحاسن الشَّوَّاء:

  ولما أتاني العاذلون - عدمتهم ... وما فيهم إلا للحمي قارض

  وقد بهتوا لما راوني شاحباً ... وقالوا به عين فقلت: وعارض

  وقول الشهاب محمود:

  رأتني، وقد نال منّي النّحول ... وفاضت دموعي على الخد فيضا

  فقالت: بعيني هذا السقام ... فقلت: صدقت، و بالخصر أيضا

  وقول الصفَّدي:

  ولقد أتيت لصاحبي وسألته ... في قرض دينار الأمر كانا

  فأجابني: والله داري ما حوت ... عيناً. فقلت له ولا إنسانا

  ومنه قوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ}⁣[التوبة: ٦١].

  ***

  ثانياً: أن يسأل سائل سؤالاً، فيرد عليه المسؤول بجواب آخر، كأنه تجاهل سؤاله، وجاءه بجواب فيه تنبيه له على أن هذا أهم وأولى وأنفع.

  ومثل ذلك قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ


(١) اراد الحجاج بالأدهم: القيد فحمله ابن القبعثرى على غير مراده وجعله صفة للفرس الأدهم، وهو الذي غلب سواده على بياضه، والأشهب، وهو الذي غلب بياضه على سواده.