القسم الأول جماليات في النظم والمعنى
  الأدهم(١) فقال: مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب. قال: ويلك، إنَّه حديد. فقال: لأن يكون حديداً خيرٌ من أن يكون بليداً
  ومثله قول ابن نباتة:
  وملولة في الحب لما أن رات ... أثر السقام بعظمي المنهاضِ
  قالت: تغيرنا. فقلتُ لها: نعم ... أنا بالسَّقام، وأنت بالإعراضِ
  وقول أبي المحاسن الشَّوَّاء:
  ولما أتاني العاذلون - عدمتهم ... وما فيهم إلا للحمي قارض
  وقد بهتوا لما راوني شاحباً ... وقالوا به عين فقلت: وعارض
  وقول الشهاب محمود:
  رأتني، وقد نال منّي النّحول ... وفاضت دموعي على الخد فيضا
  فقالت: بعيني هذا السقام ... فقلت: صدقت، و بالخصر أيضا
  وقول الصفَّدي:
  ولقد أتيت لصاحبي وسألته ... في قرض دينار الأمر كانا
  فأجابني: والله داري ما حوت ... عيناً. فقلت له ولا إنسانا
  ومنه قوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ}[التوبة: ٦١].
  ***
  ثانياً: أن يسأل سائل سؤالاً، فيرد عليه المسؤول بجواب آخر، كأنه تجاهل سؤاله، وجاءه بجواب فيه تنبيه له على أن هذا أهم وأولى وأنفع.
  ومثل ذلك قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ
(١) اراد الحجاج بالأدهم: القيد فحمله ابن القبعثرى على غير مراده وجعله صفة للفرس الأدهم، وهو الذي غلب سواده على بياضه، والأشهب، وهو الذي غلب بياضه على سواده.