القسم الأول جماليات في النظم والمعنى
  لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}[البقرة: ١٨٩] فقد سأله بعض الناس فقالوا ما بال الهلال يبدو دقيقاً مثل الخيط ثم يتزايد قليلا. قليلاً حتى يستوي ويمتلي، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ؟ فأجيبوا بما ترى تنبيهاً على أن الذي ينفعكم وهو أهم بحالكم أن تعلموا منها أوقات الطَّاعات.
  وكقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}[البقرة: ٢١٥]. سألوا عن بيان ما ينفقون فأجيبوا ببيان المصارف، تنبيها على أن المهم هو السؤال عنها، لأنَّ النَّفقة لا يعتد بها إلا أن تقع موقعها، وكلّ ما فيه خير فهو صالح للنفقة. فالمال ينفق منه، والطَّعام يمكن أن ينفق منه فيقدم إلى محتاجيه المعوزين، حتى الجاه والعون ومساعدة الفارس على ركوب فرسه. كل ذلك يمكن أن يكون موضع إنفاق.
  حتى البسمة في وجه الأخ والأخت وهؤلاء الناس المذكورين. إذن، ليس المهم ماذا ننفق. فهو كثير، ومتنوع، وشامل، إنما الأهم معرفة المواطن التي يجب أن يكون الإنفاق فيها.
  ***