البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

الاقتباس

صفحة 108 - الجزء 3

الاقتباس

  الاقتباس في اللغة مصدر «اقتبس» إذا أخذ من معظم النار شيئاً، وذلك المأخوذ «قبس» بفتح القاف والباء.

  وفي البلاغة هو تضمين النَّظم أو النَّثر بعض القرآن الكريم لا على أنَّه منه، بألا يقال فيه: قال الله، أو نحوه، فإن ذلك لا يكون اقتباساً.

  قال الحافظ السيّوطي: وقد اشتهر عن المالكيّة تحريمه، وتشديد النكير على فاعله. وأما أهل مذهبنا - يعني الشافعية - فلم يتعرض له المتقدمون، ولا أكثر المتأخرين مع شيوع الاقتباس في أعصارهم، واستعمال الشعراء له قديماً وحديثاً، وقد تعرض له جماعة من المتأخرين، فسئل عنه الشيخ عز الدين بن عبد السلام فأجازه، واستشهد بطائفة من أحاديث الرسول والخلفاء الراشدين وأن فيها اقتباساً من القرآن الكريم العظيم. وهذا يدل على جوازه، وشايعه في هذا الحكم عدد من العلماء والباحثين⁣(⁣١).

أقسامه

  أما ابن حجَّة الحموي فقد قسمه إلى ثلاثة أقسام في «خزانة الأدب»:

  اقتباس محمود مقبول، واقتباس مباح مبذول، واقتباس مردود مرذول.


(١) عقود الجمان ٢١٢/ ٢.