البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

الاقتباس

صفحة 109 - الجزء 3

  فالأول «المحمود المقبول»:

  يكون في الخطب والمواعظ والعهود ومدح النّبي وآله وصحبه.

  والثاني «المباح المبذول»:

  يكون في الغزل والصفات والقصص والرسائل ونحوها.

  والثالث «المردود المرذول»:

  وهذا القسم على ضربين: أحدهما ما نسبه الله تعالى إلى نفسه، ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه، كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية من عماله إنَّ إلينا إيابهم، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ٢٦}⁣[الغاشية] وثانيهما: تضمين آية كريمة في معرض هزل أو سخف كقول ابن النبيه في مدح الفاضل:

  قمت ليل الصدود إلا قليلا ... ثم رتَّلْتُ ذِكرَكُمْ ترتيلا

  ووصلت السهاد أقبح وصل ... وهجرت الرقاد هجراً جميلا

  مسمعي كلَّ عن سماع غذول ... حين ألقى عليه قولا ثقيلا

  إلى أن يقول:

  جل عن سائر الخلائق فضلاً ... فاخترعنا في مدحه التنزيلا⁣(⁣١)

  قال السيوطي: وهذا التقسيم حسن جداً، وبه أقول⁣(⁣٢).

  ***

  أما بهاء الدين السبكي فقد قال في «عروس الأفراح» الورع اجتناب ذلك كله، وأن يُنزّه عن مثله كلام الله ورسوله، لا سيما إذا أخذ شيء من القرآن وجعل بيتاً أو مصراعاً فإن ذلك ما لا يناسب المتقين كقوله:


(١) خزانة الأدب ص ٤٤٢.

(٢) عقود الجمان ٢١٣/ ٢.