البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

القسم الأول جماليات في النظم والمعنى

صفحة 110 - الجزء 3

  كتب المحبوب سطراً ... في كتاب الله موزون

  لَنْ تَنَالُوا البر حتَّى ... تَنْفِقُوا مِمَّا تُحِبّون

  وخلاصة القول:

  ١ - أن الاقتباس ليس بقرآن حقيقة، بل كلام يماثله، بدليل جواز النقل عن معناه الأصلي.

  ٢ - الاقتباس على ضربين: ضرب لا ينقل المقتبس فيه عن معناه الأصلي كقول أحدهم وقد طلب من احد اصحابه المكيين «حبا» - وهي الجرة الكبيرة - فاعتذر منه:

  طلَبْنَا مِنْكُم حبا ... أجبتم فيه بالمنع

  عذرناكم لأَنَّكُمْ ... بوادٍ غير ذي زرع

  فإنّ المراد به مكَّة المكرمة، وكذلك هو في الآية الكريمة أمّا الثاني فينقل عن معناه الأصلي على أنه ليس بقرآن حقيقة، كقول ابن الرومي:

  لئِن أخطأت في مدحيـ ... ـك ما أخطأت في منعي

  لقد أنزلت حاجاتي ... بواد غير ذي زرعِ

  فإنّه كنى به عن الرجل الذي لا نفع لديه، بينما هو في الآية الكريمة مكَّة المشرفة.

  ٣ - يجوز تغيير لفظ المقتبس بزيادة أو نقصان، أو تقديم أو تأخير، أو إبدال الظاهر من المضمر أو العكس كقول ابي تمام في رثاء ولده

  كان الذي خفتُ ان يكونا ... إنا إلى الله راجعونا

  فقوله «إنا إلى الله راجعونا» اقتباس، لكنه زاد ألفاً في «راجعون» على جهة الإشباع، وأتى بالظاهر مكان المضمر، فالآية الكريمة {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦}⁣[البقرة].