أما أمثلة الزيادة بحرفين فكقول البحتري⁣^(⁣١):

  فيالك من حزم وعز طواهما ... جديد الردي بين الصفا والصفائح

  أو كقول الخنساء⁣^(⁣٢):

  إن البكاء هو الشفا ... ءُ من الجوى بين الجوانح

  وكقول حسان بن بن ثابت⁣^(⁣٣) ¥:

  وَكُنَّا مَتى يَغْزُ النَّبِي قبيلة ... نصل حافتيه بالقنا والقنابل

  وقد سمَّي البلاغيون هذا اللون بـ «الجناس المذيل».

  ***

  وقد تختلف فيه الكلمتان في هيئة الحروف أو في حركاتها كقول بعضهم: «البدعة شرك الشِّرْكِ» و «جُبَّةُ البُرْدِ جُنَّةُ البَرْدِ»، وقوله ﷺ⁣^(⁣٤) «اللهم أحسنت خَلْقِي فأحسن خُلقي»، وقول الوطواط⁣^(⁣٥):

  لِمَوْلانَا كمال الدين مجد ... أشم ومنصبٌ عال وعزَّه

  يُحِبُّ جواره زهر المعالي ... كحب كثيرٍ أطلال عَزَّه

  وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ ٧٢ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ٧٣}⁣[الصافات].

  فأنت تجد الاختلاف بين لفظي الجناس قام على تغير الحركة في «شرك وشيرك» و «البرد والبرد» و «خَلْقي وخُلقي» و «عِزَّة وعزَّة» و «منذرين والمنذرين».

  وهذا الاختلاف غير المعنى، وشكل لوناً جديداً من الجناس، أطلق

(١) أنوار الربيع ١/ ١٣٩.

(٢) لم نجد البيت في ديوان الخنساء وأورده ابن حجة في ص ٣٦ غير منسوب لأحد.

(٣) ديوانه ص ٣١٥ والقنا جمع قناة وهي الرمح. والقنابل جمع قنبلة وهي الطائفة من الناس، والشاهد هو زيادة حرفين في «القنابل» على كلمة القنا.

(٤) مسند احمد ٤٠٢/ ١.

(٥) حدائق السحر ص ٩٥.