المبحث الأول الخبر
  و «إظهار التحسّر»، و «المدح»، و «الفخر» وما إلى ذلك.
  ونخالفهم في هذا التقسيم ونقول: ليس للخبر إلا غرضان اثنان أساسيان: فائدة الخبر، ولازم الفائدة. وهذان الغرضان يحملان في الوقت ذاته معاني شتّى؛ قد يكون منها إظهار الضعف، أو الاسترحام، أو الاستعطاف أو التحسّر أو المدح، أو الفخر، أو غير ذلك.
  إن إنشاد المتنبي لسيف الدولة:
  وقفت وما في الموت شَكٍّ لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
  تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً ... ووجهك وضاح وثغرك باسم
  هو خبر، من النوع الثاني: لازم الفائدة وهو في الوقت ذاته مديح له.
  وإن قول زكريا # وهو يخاطب ربه {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}[مريم: ٤] خبر، من نوع لازم الفائدة، لأن الله الذي خلق زكريا يعرف أنه وهن العظم منه، منه، واشتعل رأسه شيباً، وزكريا في الوقت ذاته يهدف من خبره هذا إظهار ضعفه وعجزه.
  كذلك الأمر في أمثلة التندّم، والتحسر والافتخار وسواها. وعلى القياس نفسه تُقاس.
  ***
مؤكدات الخبر
  في اللغة العربية أدوات شتى تجعل التركيب مؤكد المعنى. وكتب النحو تذكرها جميعاً تفصيلاً. وهذه الأدوات هي: «إنّ، ولام الابتداء، وأما الشرطية، والسين، وقد (التحقيقية»، وضمير الفصل، والقسم،