البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

التأريخ الشعري حساب الجمل

صفحة 190 - الجزء 3

  لولاك يا من لها في القلب مرتبع ... نزهت نظمي عن الغزلان والغزل

  والله لولا الظباء النازحون لما ... يممت مكحولة العينين بالكحل

  أسيلة طفلة تسبي بمبتسم ... منضد يبرئ المضنى من العلل

  فاقت على الشمس والأقمار طلعتها ... جميلة مالها في الحسن من مثل

  الآن أشفي من التشبيب والغزل ... دائي بمدحي لنجل المصطفى وعلي

  كهف الأرامل والأيتام ذي حكم ... له فضائل أهل السهل والجبل

  عالي الذرى شامخ المقدار كم منن ... لكفه من رقاب الناس والدول

  إمام أهل التقى مولى حوى شرفاً ... مسعود جد كريم سيد بطل

  مؤيد ماجد حاوي العلى ملك ... لعزمه فعلات البيض والاسل

  مظفر قلب من عاداه في وجل ... كأنه الليث في بطشر وفي غيل

  بكل ماضر صقيل نال بغيته ... دامت له نعمة المولى إلى الأزل

  ابن البشير النذير المرتجى لغد ... المصطفى الظهر هادي اشرف السبل

  رفيع قدر علي حاز كل وفا ... رؤوف قلب على الخلان والخول

  كافاه ذو العرش بالإحسان عن كرم ... اسدى وبلغ ما يرجوه من مل

  أما الأبيات المستخرجة منها فهي:

  يا نجل أرأف قيل ... وافاك عام مبارك

  دم في سرور هني ... عام المنى كله دام

  مسعود أنشأ باني ... مجد للملك دارا

  وإذا حسبنا البيت الثاني وجدناه يشير إلى تاريخ (٩٩٨) وكذلك يشير البيت الثالث إلى التاريخ ذاته (٩٩٨).

  ***

  ويخيل إلينا أن هذه البراعة الفنية تذكرنا بالأعمال الفنية الحديثة التي يسمونها مرة بالتشكيلية ومرة بالتكعيبية، ومرة بالسريالية، ومرة بأسماء أخرى. وكثيراً ما نخطئ في تفسيرها ولا نفهم منها شيئاً، ولا نرى فيها إلا خطوطاً ودوائر وشطباً دون معنى. ويفرضون علينا أن نصفها بالفن، وأن نكيل لها الاحترام والإجلال وأن نضفي عليها التقدير والتعظيم، وإلا وصفونا بالغباء والجهل والتأخر والرجعية وبكل نعوت القباحة. ولا سيما إذا كان