علم المعاني
  وفي هذه الهمزة الاستفهامية همزة التصور حاجة إلى الإتيان بحرف «أم» التي يدعوها النحويون بـ «أم المتصلة»، وحاجة إلى ذكر المعادل، وهو الذي يقف على قدم المساواة تُجاه المسؤول عنه الملاصق للهمزة.
  وقد يتساهل البليغ، فيحذف «أم المتصلة» والمعادل معاً، إذا قدر أن سياق الجملة يوحي بالمحذوف. فلو قلت أرضيت بهذه القسمة؟ فإن المسؤول يدرك أنك تسأله عن رضاه بهذه القسمة أو عدم رضاه، و «أم والمعادل» لم يُذكر له «أم لم ترس». ومثلها قول تعالى: {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ٦٢}[الأنبياء] والتقدير أم غيرك.
  ***
  وللتفريق بين نوعي الهمزة همزة التصوّر «المفرد» وهمزة التصديق «النسبة» تفعل ما يلي:
  تنظر في معنى السؤال، فإذا كان المطلوب منك تعيين أحد الطرفين، فالهمزة للتصور، وإذا كان المطلوب منك الإجابة بالسلب أو بالإيجاب فالهمزة للتصديق. وهذا لا يكون إلا في السؤال الخالي من «أم» المتصلة والمعادل.
  فلو سألك سائل: أيكرم الإنسان في بلدك؟ فأنت أمام احتمالين في فهم السؤال:
  الاحتمال الأول: أنه يسألك أيكرم الإنسان في بلدك أم يهان؟ والجواب يكون بتعيين أحدهما. فتقول له: أو تقول له: يهان. وتكون الهمزة للتصور.