البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

علم المعاني

صفحة 86 - الجزء 1

  والاحتمال الثاني: أنه يسألك هل يحصل تكريم للإنسان في بلدك؟ والجواب يكون بـ نعم أو بلا وتكون الهمزة للتصديق.

  وهناك ملاحظة ثانية لا بد من ذكرها هنا وهي: أن الهمزة إذا كانت للتصديق، وجاء بعدها حرف «أم» فإن هذا الحرف يكون بمعنى «بل». ويسميه النحويون بـ «أم» المنقطعة. كقول جرير:

  أتصحو؟ أم فؤادك غير صاح ... عشية هم صحبك بالرواح⁣(⁣١)

  فالشاعر يسأل نفسه أو صاحبه: أحصل منك صحو؟ وكأنه عدل عن السؤال، وأراد القول: بل فؤادك غير صاح غداة أزمع أصحابك على الرحيل.

  الملاحظة الثالثة: إذا وجّه إليك سؤال مبدوء بهمزة التصديق. فانظر إلى صيغة السؤال هل هو إيجابي، أو سلبي. ثم أجب حسب ما ترى.

  ١ - إن كانت الهمزة سابقة لفعل موجب أي غير منفي - فالجواب بـ «نعم» للإيجاب، وبـ «لا» للنفي.

  - مثال ذلك: أتحب طلب العلم؟

  إن قلت: «نعم» فأنت تعني أنك تحب طلب العلم. وإن قلت: «لا» فأنت لا تحبه⁣(⁣٢).

  - مثال آخر أأنت ناجح؟


(١) ديوان جرير ص ٩٨.

(٢) في الفرنسية والإنكليزية تقول الشيء ذاته. نجيب بـ Oui إيجاباً Non سلباً. مثال ذلك:؟ Est ce que tu aims ta mere أتحب أمك؟ فلو قلت: Oui فأنت تحبها. وإن قلت: Non فأنت لا تحبها.

مثال آخر:؟ Do you like your mother فالجواب بـ Yes إيجاباً، No سلباً.