البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثاني الإنشاء

صفحة 101 - الجزء 1

  ونفسية الشاعر وجو البلد الذي قيلت فيه أو روح المقام الذي كان فيه تلك اللحظة.

  قال في ساعة يأس من محبوبته، وبعد أن رَدَّ إليها رسائلها:

  احمليها ماضي شبابك فيها ... والفتون الذي عليه شقيت

  إقرئيها لا تحجبي الخلد عني ... أنشريها. لا تتركيني أموت⁣(⁣١)

  وقال في موقف آخر شبيه بسابقه:

  قفي! لا تخجلي مني ... فما أشقاكِ أشقاني

  كلانا مَر بالنُّعمى ... مرور المتعب الواني

  وغادرها كومض الشَّوق ... في أحداق سكران

  ***

  قفي! لن تسمعي مني ... عتاب المدنّف العاني

  فبعد اليوم لن أسأل ... عن كأسي وندماني

  خذي ما سطّرتْ كفّاك ... من وجد وأشجان

  لنطو الأمس ولنسْدل ... عليه ذيل نسيان

  فإن أبصرتني، ابتسمي ... وحيّيني بتحنان

  وسيري سيْر حمالة ... وقولي كان يهواني⁣(⁣٢)

  ***

  وقال غاضباً حين ضيعه قومه متمثلاً بنسر جريح:

  أصبح السفح ملعباً للنسور ... فاغضبي يا ذرى الجبال وثوري


(١) ديوان عمر أبو ريشة ص ٢٠٦ (ط. دار العودة).

(٢) ديوان عمر أبو ريشة ص ٣١٢.