المبحث الثاني الإنشاء
  إن للجرح صيحة فابعثيها ... في سماع الدني فحيح سعير
  لملمي يا ذُرى الجبال بقايا النسر ... وارمي بها صدور العصور
  إنّه لم يعد يكحل جفن النجم ... تيها بريشه المنثور(١)
  وقال مبتهجاً بجلاء الفرنسيين عن وطنه الحبيب:
  يا عروس المجد، تيهي واسحبي ... في مغانينا ذيول الشهب
  قد عرفنا مهركِ الغالي فلم ... ترخص المهر ولم نَحْتَسِب
  وأرقناها دماءً حرّرةً ... فاغرفي ما شئت منها واشربي
  وامسحي دمع اليتامى وابسمي ... وألمسي جرح الحزانى واطربي(٢)
  ***
  الأمر في أبيات الشاهدين الأول والثاني انصرفا إلى معنى الرجاء والالتماس، كما انصرف في أبيات قصيدة النسر إلى معنى التمني الذي يستحيل تحققه، وانصرف في أبيات الشاهد الأخير إلى التغني والمديح والتعالي الوطني الذي ما بعده من تعال.
  ***
٤ - النهي
  يعرفه البلاغيون بأنه: «طلب الكفّ عن الفعل أو الامتناع عنه على وجه الاستعلاء والإلزام».
  وله صيغة واحدة وهي الفعل المضارع المقرون بـ «لا» الناهية الجازمة، كقولك: لا تهمل واجبك.
(١) المصدر السابق ص ١٥٨.
(٢) المصدر السابق ص ٤٣٧.