حكاية عن السيد القاسم بن محمد بن إسماعيل
  في راحة، أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه، بُعْدُه عمن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوه بمكر وخديعة. قال: فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها، فقال أمير المؤمنين #: أما والله لقد كنت أخافها عليه. ثم قال: هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها.
  وقد ألمح إلى الخطبة شيخ الإسلام الإمام مجد الدين بن محمد في (لوامع الأنوار) في ترجمة عابد اليمن إبراهيم الكينعي رضوان الله تعالى عليه وأن صفته وحليته هي ما قاله باب مدينة العلم أمير المؤمنين لهمام رضوان الله تعالى عليه، وقد أخرج ابن حجر في (صواعقه) عن صاحب (المطالب العالية) ما يقارب هذه الخطبة بتقديم وتأخير أو نقص وزيادة، وذكر أنه سئل أمير المؤمنين #، عن صفة شيعته فقال ذلك وذكر العابد همام بن عباد بن خيثم رضوان الله تعالى عليه.
حكاية عن السيد القاسم بن محمد بن إسماعيل
  روي بعض الصالحين قال: كان السيد القاسم بن محمد بن إسماعيل الحوثي رضوان الله تعالى عليهم بمكان من الزهادة والعبادة، وأهل العلم والعمل، وكان إذا ناوله أحد المصحف الشريف قام له ولا يتناوله إلا وهو قائم، ويقول: إنه يستحي من الله تعالى أن يتناول كتابه الكريم وهو قاعد، وكان بعد أن يعود من صلاة العشاء في المسجد يتدارس القرآن الكريم هو وزوجته الفاضلة الناسكة زينب بنت إسماعيل الشامي الحسني، ثم ينام قليلاً فإذا جاء آخر الليل قام للصلاة والذكر والاستغفار، وكان ينفق كل ما لديه حتى كاد أن يجحف بنفسه