طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية للعائدين إلى الله

صفحة 288 - الجزء 1

حكاية للعائدين إلى الله

  قال في كتاب (العائدون إلى الله):

  في قرية صغيرة في صعيد مصر ولد السيد قطب |، ونشأ في أسرة متدينة متوسطة الثراء، وقد حرص والداه على تحفيظه القرآن الكريم في صغره فما أتم العاشرة إلا وقد حفظه كاملاً ولما بلغ التاسعة عشرة فترة الضياع وصفها بنفسه بأنها كانت فترة إلحاد حيث قال: ظللت ملحداً أحد عشر عاماً حتى عثرت على الطريق إلى الله وعرفت طمأنينة الإيمان.

  وفي سنة ١٩٤٨ م غادر سيد القاهرة متوجهاً إلى أمريكا في بعثة لوزارة المعارف آنذاك، فكانت تلك الرحلة هي بداية الطريق الجديد الذي هداه الله إليه، ووفقه لسلوكهـ والسير فيه.

  كان سفره على ظهر باخرة عبرت به البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وهناك على ظهر الباخرة جرت له عدة حوادث أثرت في حياته فيما بعد وحددت له طريقه، ولذلك ما إن غادر الباخرة في الميناء الأمريكي الذي وصل إليه وما إن وطئت قدماه أرض أمريكا حتي كان قد عرف طريقه وحدد رسالته ورسم معالم حياته في الدنيا الجديدة.

  والآن لنترك الحديث لسيد قطب ليخبرنا عما حدث له على ظهر السفينة، يقول:

  منذ حوالي خمسة عشر عاماً كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام على ظهر