طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن الإمام الهادي يحيى بن الحسين

صفحة 136 - الجزء 1

  قال الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله تعالى عنه - لو قريء هذا الإسناد على مجنون لأفاق من جنونه، ويروى أن بعضهم كتب هذا السند بالذهب وأمر أن يدفن معه في قبره، فلما مات رآه بعض أهله وسأله عن حاله، فقال: غفر الله لي ببركة هذا السند.

حكاية عن الإمام الهادي يحيى بن الحسين

  ذكر الفقيه حميد الشهيد في (الحدائق الوردية) عند ترجمته للإمام المجدد للدين الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عن سليم، وكان يلي خدمة الإمام الهادي # في داره فقال: كنت أتبعه حتى حين يأخذ الناس فرشهم في أكثر لياليه بالمصابيح إلى بيت صغير في الدار كان يأوي إليه، فإذا دخله صرفني فأنصرف، فهجس ليلة قلبي أن أحتبس وأبيت على باب البيت أنظر ما يصنع قال: فسهر الليل أجمع ركوعاً وسجوداً، وكنت أسمع وقع دموع ونشيج في حلقه، فلما كان قريب الصبح قمت فسمع حسي فقال: من هذا؟ قلت: أنا، قال: سليم، ما أعجل بك في غير حينك؟ فقلت: ما برحت البارحة جعلت فداك، قال: فرأيته اشتد عليه ذلك وحرَّج علي أن لا أحدث به في حياته أحداً قال: فما حدث به سليم إلا بعد وفاة الهادي إلى الحق #.

  وأخبرني الأخ السيد العلامة محمد بن يحيى الحوثي من شعر الإمام عند أن يذهب إلي مصلاه في جوف الليل: -

  قربي حلتي وهاتي سراجي ... حلتي من عتيق صوف النعاج

  وافتحي مسجداً لطرفٍ همول ... قرحته الدموع والليل داجي