طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن جعفر بن محمد #

صفحة 127 - الجزء 1

  وشرابك؟ قال: طير يأتيني بشيء أصفر كرأس الآدمي، فأجد منه طعم كل نعيم في دار الدنيا فيذهب عني الجوع والظمأ والحر والبرد، والنوم والغفلة، والوحشة، فخيره سليمان # فاختار العود إلى القبة والبحر.

حكاية عن جعفر بن محمد #

  روى بهاء الدين العاملي في (الكشكول) عن عنوان البصري، وكان شيخاً قد أتى عليه أربع وتسعون سنة، قال: كنت أختلف إلى مالك بن أنس، فلما قدم جعفر بن محمد الصادق # اختلفت إليه، وأحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك، فقال لي يوماً: إني رجل مطلوب، ومع ذلك لي أوراد في كل ساعة في آناء الليل وأطراف النهار فلا تشغلني عن وردي، وخذ عن مالك، واختلف إليه كما كنت تختلف، فاغتممت من ذلك وخرجت من عنده وقلت في نفسي: لو تفرس فيّ خيراً ما زجرني عن الاختلاف إليه والأخذ عنه، فدخلت مسجد وسلمت عليه ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها الرسول ÷ ركعتين، وقلت: أسألك يا الله أن تعطف علىَّ قلب جعفر وترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم، ورجعت إلى داري مغتماً ولم أختلف إلى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حب جعفر، فما خرجت من داري للصلاة المكتوبة حتى عيل صبري، فلما ضاق صدري تنعلت وترديت وقصدت جعفراً وكان بعد ما صليت العصر، فلما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟ فقلت: السلام على الشريف، فقال: هو قائم في مصلاه،