طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية من مجالس الطبري

صفحة 395 - الجزء 1

حكاية من مجالس الطبري

  من مجالس أبي الحسين الطبري | من أصحاب الإمام الهادي يحيى بن الحسين - رضوان الله تعالى عليهم -، سمعت من مشائخنا بوقش - رحمهم الله - فيما يعيدون من أخبار أبي الحسين أحمد بن موسى الطبري ويتواعظون به أنها أصابت الناس سنة شديدة وكان لأبي الحسين | قطعة أرض قد صارت إليه فتبلغ بثمرها في الوقت بعد الوقت، وكان بها زرع - وأحسبه كان يومئذ بصنعاء - فخرج هو ورجل شريف كان من خواص إخوانه في الله إلى تلك الأرض، لينظر هل صار فيها شيء يتبلغ به فوجد زرعها متأخر الحصاد، فساء ذلك الشريف وغمه، وأبو الحسين صابر راضٍ شاكر الله، فلما رجعا لقيها قبل أن يصلا رجلٌ فدفع إلى أبي الحسين عشرة دنانير لوجه الله لينفقها على نفسه، فقبلها وسارا، فبينما هما في الطريق إذ لقيهما رجل من أولياء الله وأوليائهما، فشكا إلى أبي الحسين الإعدام وضيق الحال وأن له امرأة تتزحر بولد ولا يعلم لها مما يصلح شأنها مثقال حبة من خردل من متاع الدنيا، فرق له أبو الحسين ورحمه فدفع إليه تلك الدنانير العشرة، فأخذها وانصرف مستريحاً، فأقبل الشريف على أبي الحسين وقال: ألم تكن لتعطيه بعضه وتفرج علينا وعلى أولادنا ببعضها، قال: إني نظرت في أمره فإذا هو يحتاج إلى فراش بكذا ويحتاج طعاماً بكذا أو دهناً بكذا وذكر ما يصلح شأن القوم في تلك الحال فإذا هو يستغرق الدنانير، قال: فلم أر بداً مما صنعت لكن الله لنا ومعنا، فسكت الشريف وانصرفا، فلما صارا إلى منازلهما أتى