حكاية الخشبة التي صلب عليها الإمام زيد بن علي #
حكاية الخشبة التي صلب عليها الإمام زيد بن علي #
  من (الوسائل) عن محمد بن الحكم عن ابن القشيعة عن يزيد بن حبيب عن همام قال: بينما أنا أطوف بالبيت فإذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم اغفر لي وما أراك تفعل لي. قال: فأخذت بثوبه وقلت له: يا عبدالله ما تقول وهل علمت بفناء من أنخت؟ وبيت من حللت؟ وأي رب دعوت؟ إن الله يغفر اليسير ويغفر الذنب العظيم، فقال لي: أنا أعرف ما تقول، ولكن ذنبي عظيم. قال: فداريته أن يخبرني فأبى علي، فأتيت طاووساً فأخبرته فقال: قم بنا إليه فلقيناه فكلمه طاووس ووعظه، فلما عرفه الرجل قال له: إني كنت من أعوان هشام بن عبد الملك، وكنت ممن يحرس خشبة زيد بن علي #، فلما كان ليلة الجمعة في آخر الليل وقد نام أصحابي وبقيت فيما بين النائم واليقظان إذ رأيت كأن خمسة نفر أو ستة أتوا حتى وقفوا بحذا الخشبة فقال أحدهم: يا زيد، فقال: لبيك يا رسول الله، فقال: أخرجت فقاتلت فقتلت وقتل المسلمون معك؟ فقال: نعم رأيت الإسلام قد نبذ، وغيرت السنن، وعطلت الشرائع، وكثرت البدع، فغضبت الله ونصرت دينه وسنة نبيه، فقال له رسول الله ÷: صدقت، قم اسقه يا علي، فناوله عُسّا فيه شراب أشد بياضاً من اللبن، وأطيب رائحة من المسك، فجعل العس يدور بينهم، وهم على الخشبة فقلت: يا رسول الله مر علياً فليسقني، فقال: اسقه يا علي فناولني عُساً فيه قطران يغلي، فجرعت منه جرعة،