وكان الإمام أحمد بن حنبل يصلي الضحى ثلاثمائة ركعة، وكان يروي في فضائل أهل بيت النبوة أحاديث كثيرة، وفي كتابه (فضائل الصحابة) ما يقارب ستمائة حديث في علي وأهل بيته $.

من أخبار الإِمام عيسى بن زيد

  وكان الإمام عيسى بن زيد لا يرفع قدماً ولا يضعها إلا ذكر الله تعالى.

  اختفى من الظَلَمة فكان يسقي على بعير نهاراً، ويعبد الله تعالى ليلاً.

  وروي الفقيه حميد الشهيد ¦ في (الحدائق الوردية) قال: عن محمد بن منصور المرادي قال: قال يحيى بن الحسين بن زيد بن علي $: قلت لأبي: يا أبه إني أشتهي أن أرى عمي عيسى فإنه يقبح بمثلي أن لا يلقى مثله من أشياخه، فدافعني عن ذلك مدة وقال: إن هذا أمر يثقل عليه وأخشى أن ينتقل عن منزله كراهة للقائك إياه فتزعجه، فلم أزل به أداريه وألطف به حتى طابت نفسه لي بذلك، [قلت: وكان متخفيا من سلاطين الظلم والجور] قال: فجهزني إلى الكوفة ثم قال لي: إذا صرت إليها فسل عن دور بني حي، فإذا دللت عليها فاقصد في السكة الفلانية وسترى في وسط السكة داراً لها باب صفته كذا وكذا، فاعرفه واجلس بعيداً منه في أول السكة، فإنه سيقبل عليك عند المغرب كهل طوال مصفر، مستور الوجه قد أثر السجود في جبهته، عليه جبة صوف، يسقي الماء على جمل، وقد انصرف يسوق الجمل لا يضع قدماً ولا يرفعها إلا ذكر الله ø ودموعه تنحدر، فقم فسلم عليه وعانقه فإنه سيعرفك، فعرفه بنفسك وانتسب له، فإنه يسكن إليك ويحدثك طويلاً، ويسألك عنّا جميعاً ويخبرك بشأنه،