طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن موسى #

صفحة 169 - الجزء 1

  من الصبر ذكر بعد الصبر على ما يجب الصبر عليه تخصيصا لشدته وصعوبته، ورابطوا وأقيموا في الثغور رابطين خيلكم فيها مترصدين مستعدين للغزو، قال الله ø: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}⁣[الأنفال: ٦٠] وعن النبي ÷: «من رابط يوماً وليلة في سبيل الله كان كعدل صيام شهر» انتهى.

  وقال السري السقطي ¦ في هذه الآية الكريمة: اصبروا؛ أي على الدنيا رجاء السلام، وصابروا على القتال في سبيل الله تعالى بالثبات والاستقامة، ورابطوا لهوى النفس اللوامة، واتقوا الله مما يعقب لكم منه الندامة، لعلكم تفلحون غداً على بساط الكرامة.

حكاية عن موسى #

  خرج موسى # يوماً يرعى غنمه فانتهى إلى واد كثير الذئاب فأدركه التعب والنوم من كثرة العبادة والسهر فبقي # متحيراً إن اشتغل بالغنم عجز

  عن ذلك من غلبة النوم والتعب، وإن نام غارت الذئاب على الغنم، فرمق بطرفه إلى السماء وقال: أحاط علمك، ونفذت إرادتك، وسبق تقديرك، ثم وضع رأسه ونام، فلما استيقظ وجد ذئباً واضعاً عصاه على عاتقه وهو يرعى الأغنام، فتعجب

  من ذلك فأوحى الله تعالى إليه: (يا موسى كن لي كما أريد أكن لك كما تريد).