طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

بعض ما روي من صحف إبراهيم #

صفحة 124 - الجزء 1

بعض ما روي من صحف إبراهيم #

  وذكر في بعض التفاسير في سورة يوسف # أنزل الله تعالى في صحف إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -: من الله العزيز الحميد إلى من أبق من العبيد، هذه رسالتي إليكم بما خصصتكم به من نور العلم وذكاء الفهم، فأوَّل ذلك أني أخرجتكم من العدم إلى الوجود، وأنشأت لكم الأبصار فأبصرتم، والأسماع فسمعتم، والألسنة فنطقتم، والقلوب فعلمتم، والعقول ففهمتم، وأشهدتكم على أنفسكم بالوحدانية فشهدتم، وعند الإقبال أدبرتم، وبعد الإقرار أنكرتم، ونقضتم عهودنا وغدرتم، فلا يوحشنكم ذلك منّا فإن عدتم عدنا، وزدنا في الكرم وجُدنا، فمن عثر أقلنا، ومن قطع وصلنا ومن تاب قبلنا، ومن نسي ذكرنا، ومن عمل قليلاً، شُكر نعطي ونمنح، ونجود ونسمح، ونعفو ونصفح، كرمنا مبذول وسترنا مسبول.

  عبدي انظر إلى السماء وارتفاعها، والشمس وشعاعها، والأرض وأقطارها، والأمواج وبحارها، والفصول وأزمانها، وما هو ظاهر وكامن، ومتحرك، وساكن وما قرب وما هو باين، وما كان وما هو كاين، ورطب ويابس، وواقف وجالس، ومتحرك وجامد، ومستيقظ وراقد، وراكع وساجد، وما غاب وما حضر، وما خفي وما ظهر، والكل يشهد، بجلالي، ويقر بكمالي، ويعلن بذكري ولا يغفل عن شكري، عبدي أذكرك وتنساني، وأسترك ولا ترعاني لو أمرت الأرض لابتلعتك من حينها، أو البحار لأغرقتك في معينها، ولكن أحميك بقدرتي، وأمدك بقوتي، وأؤخرك إلى أجل أجلته، ووقت وقته، فلا بد لك من الورود علي، والوقوف بين يدي أعد عليك أعمالك، وأذكرك أفعالك، حتى إذا