طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

اللصوص الذين تابوا على يد الإمام مجد الدين ¥

صفحة 312 - الجزء 1

  وعن أسامة بن زيد أن النبي ÷ قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء».

  ولبعضهم وأجاد:

  كل الحوادث مبدأها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر

  كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ... فتك السهام بلا قوس ولا وتر

  والمرء ما دام ذا عين يقلبها ... في أعين الغيد موقوف على خطر

  يسر مقلته ما ضر مهجته ... لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

اللصوص الذين تابوا على يد الإمام مجد الدين ¥

  عن شيخ الإسلام الإمام مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي رضوان الله تعالى عليه وحفظه الله تعالى وأبقاه أنه خرج من صعدة في رحلة دعوية وإرشادية إلى جهات المغارب، وهي المدن والقرى والبوادي غرب مدينة صعدة، ولما وصل إلى تحت الظفير بحجة، فأراد أن يزور الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى الذي ملأت مؤلفاته الآفاق، منها الأزهار، والبحر الزخار، وغيرها، فالتقى تحت الجبل بمجموعة من اللصوص وقطاع الطرق، الذين أعيوا الدولة، وعجزت عن ضبطهم وملاحقتهم، وهم على عدة سيارات من التي انتهبوها، فلما وصل تحت جبل الظفير وكان على سيارة صالون جديد (آخر موديل) جاءوا إليه، قال لهم: أنتم قطاع الطريق المسبلة؟ قالوا: لا، فقال: أنتم الذين أخفتوا عباد الله؟ قالوا: لا، فقال: أنتم الذين اعتمدتم واسترزقتم الحرام؟ قالوا: لا، فقال: ماذا تصنعون هنا؟ تجمعتم على أذية الناس، انتظروا عقاب الله، انتظروا عذاب الله،