طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية سليمان # والنملة

صفحة 162 - الجزء 1

  الظلمات لأنارت، ولو واجهت الآفاق بحليها وحللها لتعطرت، نشأت من بين رياض المسك والزعفران، وقضبان الياقوت والمرجان، وقصرت في خيام النعيم، لا تخلف عهدها، ولا يتبدل ودها، فأيهما أحق بالثمن؟ قال: الذي وصفت، ما ثمنها؟ قال: أن تركع ركعتين في الليل، وتترك شهوة الله تعالى، فالتفت إليها: وقال يا جارية أنت حرة لوجه الله تعالى، وقال لعبيده مثل ذلك وتصدق بجميع ماله، ونزع ثيابه وأخذ له سترا غليظاً وأتزر به، فقالت الجارية: لا عيش بعدك فنزعت ثيابها ولبست عباءة وخرجا إلى عبادة الله تعالى ®.

حكاية سليمان # والنملة

  يروى أنه لما مر سليمان - عليه الصلاة والسلام - بوادي النمل قالت نملة: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ١٨}⁣[النمل] وإنما قالت ذلك خوفا على قلوبهم أن تميل إلى الدنيا، فلما سلم عليها سليمان قالت: وعليك السلام أيها الفاني المشتغل بملكك الفاني، أتظن يا سليمان أن لك أمراً ونهياً، فأنا نملة ضعيفة لي أربعون ألف مقدم تحت كل مقدم أربعون صفاً من النمل كل صف من المشرق إلى المغرب، فقال: كيف تلبسون السواد؟ قالت: لأن الدنيا دار مصيبة ولباس أهل المصائب السواد، قال فما هذا الحز الذي في وسطك؟ قالت: هذه منطقة الخدمة للعبودية، قال: فما بالكم تبعدون عن الخلق؟ قالت: لأنهم في غفلة، فالبعد عنهم أولى، قال: فما بالكم عراة؟ قالت: هكذا وردنا إلى الدنيا وهكذا نخرج منها، قال: فكم تحمل النملة؟ قالت: حبة أو حبتين قال: ولم؟ قالت: لأنا على سفر والمسافر كلما