طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حديث شريف في المؤمن والكافر عند الموت

صفحة 298 - الجزء 1

حديث شريف في المؤمن والكافر عند الموت

  رواه الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الجرجاني الشجري في ذكر عذاب القبر وثوابه بإسناده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله ÷: «يقول الله تعالى لملك الموت #: انطلق إلى وليي فاتني به فإني قد بلوته بالضراء والسراء فوجدته حيث أحب، قال: فيأتيه ملك الموت # ومعه خمسمائة من الملائكة $: يحملون معهم أكفاناً وحنوطاً من الجنة ومعهم ضبائر الريحان، أصل الريحانة واحد في رأسها عشرون لوناً لكل لون ريح سوى ريح صاحبه، والحرير الأبيض فيه المسك، فيأتيه ملك الموت السَّلامُ فيجلس عند رأسه ويبسط ذلك الحرير والمسك تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة، فإن نفسه لتعلل هناك مرة بأرواحها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها، قال: ويقول ملك الموت #: اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، ولملك الموت أشد لطفاً به من الوالدة بولدها، فيعرف أن تلك الروح حبيبة إلى ربها يلتمس بلطفه تحبباً إلى ربه ورضاه عنه، فيسل روحه كما تسلِ الشعرة من العجين، قال الله ø: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ}⁣[النحل: ٣٢] وقال ø: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ٨٨ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ٨٩}⁣[الواقعة] ويقول ø: رَوح من جهة الموت، وريحان يتلقى به وجهه، ونعيم مقيله، فإذا قبض ملك الموت روحه قالت الروح للجسد: جزاك الله عني خيراً فقد كنت سريعاً إلى طاعة الله، بطيئاً عن معصية الله، فقد نجوت وأنجيت، ويقول الجسد للروح مثل ذلك، قال: وتبكي