طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

النبي إدريس #

صفحة 22 - الجزء 1

  للمصيبة من ذهولنا ومن غفلتنا! لا قوة إلا بالله العلي العظيم! فلما بلغت إلى هذا القول إذا دموعه تساقط على لحيته، ويعلو نحيبه، فرجوت الله تعالى له السلامة، وعاهدني أن لا ينظر إلى الدنيا إلا بعين الاحتقار والصغار، وأن يجاهد نفسه الأمارة في الليل والنهار، وأن يجتهد في الالتحاق بالطيبين من السلف الصالح من أهل بيت رسول الله ÷ ومحبيهم وموديهم المؤمنين الذين هجروا الشهوات، ولازموا الصلوات المكتوبات والمسنونات، وعملوا الأعمال الصالحات، اللهم اهده إلى ما تحب وترضاه، وعافه في دينه ودنياه، واختم له بالخاتمة المرضية، والميتة السوية آمين. ولله القائل:

  لي في التوبة رأيٌ والهوى يغلب رأيي ... كلما داويت قلبي غلب الداء دوائي

  ويلتا إن قيل يوماً عذبّوا هذا المرائي ... كان يعصيني بسر ويرى من أوليائي

  قدموه لحساب وعذاب لجزاء ... أثرائي الخلق ترضيهم ولم تطلب رضائي

  إنما الخلد وأجري لعبيدي الأنقياء

النبي إدريس #

  روي أن النبي الرسول إدريس - عليه الصلاة والسلام - سمي إدريس لكثرة درسه الكتب والصحف، وكان أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب ولبس المخيط، وأول من نظر في علم النجوم والحساب، بعثه الله تعالى إلى ولد قابيل، ثم رفعه الله تعالى إلى السماء قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ٥٦ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ٥٧}⁣[مريم]. قال وهب: كان يرفع له كل يوم من العبادة كما يرفع لأهل الأرض جميعهم في زمانه، فعجبت الملائكة واشتاق إليه ملك الموت فاستأذن الله في زيارته فأذن له،