حكاية المؤثرين على أنفسهم
  للرسول: ولا واحدة من هاتين الخلتين {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٥}[الأنعام] أخاف ناراً لا يخبو سعيرها ولا يخمد لهيبها. فلما أبلغها الرسول قالت: وأراه مع هذا يخاف الله، والله ما أحد أحق بهذا من أحد وإن العباد فيه لمشتركون، ثم انخلعت من الدنيا وألقت علائقها، خلف ظهرها، وجعلت تتعبد وهي مع ذلك تذوب وتنحل حباً للفتى وشوقاً إليه حتى ماتت من ذلك، فكان الفتى يأتي قبرها فيبكي عنده ويدعو لها، فغلبته عيناه ذات يوم على قبرها فرآها في منامه في أحسن منظر فقال: كيف أنت وما لقيت بعدي؟ قالت:
  نعم المحبة يا سؤلي محبتكم ... حب يقود إلى خير وإحسان
  فقال: على ذلك إلام صرت؟ فقالت:
  إلى نعيم وعيش لا زوال له ... في جنة الخلد ملك ليس بالفاني
  فقال: اذكريني هناك فإني لست أنساك، فقالت: ولا أنا والله أنساك، ولقد سألت مولاي ومولاك أن يجمع بيننا فأعني على ذلك بالاجتهاد، فقال لها: متى أراك؟ فقالت: ستأتيني عن قريب فترانا، فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات ¦.
حكاية المؤثرين على أنفسهم
  وحكي عن الواقدي أنه قال: أُضقت إضاقة شديدة وهجم شهر رمضان وأنا بغير نفقة فضاق ذرعي لذلك فكتبت إلى صديق لي علوي أسأله أن يقرضني ألف درهم، فبعث إلي بها في كيس مختوم فتركتها عندي، فلما كان عشيُّ ذلك اليوم وردت عليّ رقعة صديق لي يسألني إسعافه لنفقة شهر رمضان بألف درهم