طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية

صفحة 76 - الجزء 1

  شاء الله ثم انصرف عنها، فلما أصبحت أصبح الوادي ممتلئاً إبلاً وبقراً وغنماً، فقال ابنها: لو ذهبت فنظرت ما فعلت أمي، فجاء فإذا الوادي قد امتلأ من الإبل والبقر والغنم، فقال: أي أماه ما هذه؟ فقالت: يابني عققتني وأطعت امرأتك فاحتمل أمه وساق معها ما أعطاها الله تعالى ورجع بأمه إلى امرأته فقالت له امرأته: والله لا أرضى حتى تذهب بأمي فتضعها حيث وضعت أمك، فانطلق بها فلما أمست غشيتها السباع، فجاءها الملك الذي جاء لأمه، فقال: أيتها العجوز ما هذه الأصوات؟ قالت: شراً هذه أصوات السباع تريد أن تأكلني فقال: شراً فليكن، ثم انصرف، فجاءها سبع فأكلها، فلما أصبح قالت امرأته: اذهب فانظر ما فعلت أمي؟ فذهب فما وجد منها إلا ما فضل عن السبع فأخذ عظامها وأتى امرأته فماتت كمداً.

حكاية

  كان في بني إسرائيل رجلٌ صالحٌ وله زوجة صالحة، فأوحى الله إلى نبي زمانهما قل للعابد: إني قد قضيت أن نصف عمره يمضي في الغنى ونصفه في الفقر، فإن اختار الغنى في شبابه أغنيناه أو في كبره فعلنا، فاختار الغنى في كبره لئلا يشتغل بالكسب عن العبادة في آخر عمره، واختارت الزوجة أن يكون الغنى في صغرها لأنه أقوى لها على العبادة والكبير لا يليق به إلا الزهد والانقطاع إلى ربه، فأوحى الله تعالى إلى ذلك النبي # قل لهما: لَّما أثر نما طاعتي، واجتهدتما على عبادتي قد قضيت أن جميع عمر كما يكون في الغنى لتحصل لكما الدنيا والآخرة.