حكاية الصفي والناقة
  يقارعهم، ويقارنهم، ولو يدرون بشيء مما رأيت لأخذوا مالي، وحلفوا فيه، ولو حلف أحد على ثوبي الذي على ظهري لتركته له، وهذا الكلام أسألك بالله أن لا تحدث به أحداً والمجالس بالأمانة.
  ومما يناسب ذلك شعراً:
  امنع جفونك لا تلذ مناما ... واجر الدموع على الخدود سجاما
  واعلم بأنك ميت ومحاسب ... يا من على قبح الذنوب أقاما
  الله قوم أخلصوا في حُبِّه ... فاختصهم ورضي بهم خداما
  قوم إذا جن الظلام عليهم ... باتوا لديه سجداً وقياما
  يتلذذون بذكره في ليلهم ... ونهارهم لا يفطرون صياما
  خمص البطون عن الحرام أعفة ... لا يعرفون سوى الحلال طعاما
حكاية الصفِي والناقة
  روى لنا السيد محمد حمدان الدرسي الحمزي، والسيد محمد بن علي العزي وهما رجلان صالحان صدوقان من أهل البيت: أنه كان في بلادهم في الحمزات من بلاد صعدة رجل صالح اسمه أحمد الصفي بن محمد نيبان من آل حربان، وكان لا يملك شيئاً، وكان يعمل في الفلاحة مع الفلاحين بالأجرة، وكان عمله أبرك عمل وأحسنه فإذا رأى ضعيفاً سمحه من الأجرة، وكان يقسم أجرته منه ما يتقوت به وعياله، ومنه ما يتصدق به، وكان رغبته ومحبته إطعام الحيوانات المعاقة والمكسرة التي يهملها أهلها ويتركوها بعد اليأس من فائدتها، فيأخذ