طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية للعارف بالله الكينعي - رضوان الله عليه -

صفحة 273 - الجزء 1

  ومما يقوي ما ذكره ويؤيده أن مقبرة الرحمة بمكة المشرفة لا يقبر فيها كافر أو فاسق إلا وأخرج منها، ولم يلبث: ما روي أن رجلاً وزوجته حجا إلي مكة المشرفة من أرض الشام فلما وصلا إلى مكة المشرفة حضرت الرجل الوفاة وكان معه دراهم من ذهب فابتلعهن إلى بطنه، فأنكرت عليه زوجته فلم يقبل حسداً لها أن تأخذ منهن شيئاً، فلما مات وقبرته في مقبرة الرحمة صبرت حتى جن الليل ونبشت عليه قبره ومرادها تفتح بطنه وتأخذ الذهب منه فأتت وفي وسط القبر ولد صغير تعرفه لأختها، وأختها لم تنتقل من بلدها فاحتارت في نفسها وردت القبر على ما كان عليه، فلما رجعت بلادها أخبرت أن ولد أختها قد مات فسألت أختها أن تريها قبر ولدها، فنبشته فإذا زوجها فيه وقد جعل الله بكل درهم كية من نار مثل الدرهم في جسده فعرفت أنه من أهل النار، وأنه لا يستحق أن يقبر في مقبرة الرحمة، وهاتان الحكايتان تدلان على أنه إذا قبر في مقبرة الرحمة كافر أو فاسق أخرج منها إلى مقبرة أخرى.

حكاية للعارف بالله الكينعي - رضوان الله عليه -

  قال السيد يحيى بن المهدي منقول من خطه ¥، يعني العارف بالله إبراهيم بن أحمد الكينعي: روي أن بعض العارفين قال: وجدت في قلبي قساوة فتوجهت إلى الخيل، وخرجت من بين الناس فرأيت رجلاً عليه مدرعة من صوف ورداء من شعر فصاح بي صيحة عظيمة وقال لي: يا قاسي القلب، قلت: لبيك، قال: عليك بالجوع تذهب قسوة قلبك. ثم غاب عني، ثم استقبلني، ثم قال: يا كثير الحزن، قلت: لبيك قال: عليك بالخلوة تذهب حزنك، ثم غاب عني، ثم استقبلني فقال: يا كثير الهم، قلت: لبيك قال: عليك