حكاية عن السيد محمد بن الإمام محمد بن القاسم الحوثي
  وعائلته، وفي السنة الضريرة سنة ١٢٥١ هـ أنفق كل ما معه، فقال بعض أهله: إنك ذو عائلة والسنة كما ترى، فيقول: الوثوق بالله تعالى، فلو بلغت البرة بدُرَّةْ لأوجد الله تعالى لكل برة دُرَّة ¦ وأعاد علينا من بركاته.
حكاية عن السيد محمد بن الإمام محمد بن القاسم الحوثي
  وروي أن السيد محمد بن الإمام محمد بن القاسم الحوثي كان من العلماء الأعلام، وكان أباً للمساكين والمهاجرين، وأبناء السبيل، وكان لا يفارق القرآن الكريم، وقد عمل له محراباً في خزانةٍ مظلمةٍ داخل مجلسه الخاص، مرموم بالتراب يدخل فيها ويقفل ولا يدخل عليه أحد، لا يفتر من ذكر الله تعالى في أكثر ليله ونهاره، وكان معروفاً لدى الناس بالخيرية والصلاح والأمانة والزهد في الدنيا، فأودعه أحد الأغنياء كيساً من النقود الفضية، وأذن له في التصرف عند الحاجة، على أن تكون عند الطلب جاهزة، فبقيت مدة تزيد على السنة، وكان بيته قريباً من جامع الشجرة بحوث يغشاه المهاجرون الذين في الجامع وأبناء السبيل فإذا لم يكن معه شيء أعطاهم من تلك النقود حتى أنفذها، فلما كان ذات يوم جاءه صاحبها وطلبها منه فأجابه أن يأتي لها في الصباح، فبات في عبادة ودعاء ودرس للقرآن الكريم على عادته مطمئن البال، واثقاً بما عند الله تعالى وبغارته السريعة، فلما كان وقت السحر جلس بجانب نافذة المجلس وهو يدعو الله تعالى ويقول: يا عالم بالحال حالي لا يخفى عليك، فبينما هو كذلك إذ لمع نور أخضر من جنب التالوقة وهي شجرة كبيرة معمرة بين خراب العبيدي وعجمر غربي هجرة حوث معروفة فمشى ذلك النور، تارةً يظهر وتارة يختفي، حتى وصل إلى فوق