طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

قصة الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها

صفحة 305 - الجزء 1

  والاستهزاء في أهل البؤس، والفخر في أهل الفاقة، والشح في الأغنياء. سئل أمير المؤمنين على # عن الخير ما هو؟ فقال: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك، وأن يعظم حلمك، وأن تباهي (يعني تباري) الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله، ولا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات.

قصة الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها

  قال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ١٧٥}⁣[الأعراف] وهو عالم من بني إسرائيل، وقيل: من الكنعانيين، علم بعض كتب الله وكفر بها ونبذها وراء ظهره ولم يقم بما فيها.

  قال بعض المفسرين: اختلفوا في ذلك فقال أكثرهم هو بلعام بن باعورا بن باعر من الكنعانيين، من مدينة بلقا، وهي مدينة الجبارين، وسميت بلقا لأن ملكها رجل يقال له بالق من صافوراء، وكان قصة بلعام على ما ذكره ابن عباس، وابن إسحاق، والسدي، والكلبي، وغيرهم أن موسى # لما قصد حرب الجبارين ونزل أرض بني كنعان من أرض الشام أتى قوم بلعام إلى بلعام وكان عنده اسم الله الأعظم فقالوا له: إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وإنه جاء ليخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل، وإنا قومك وبنو عمك وجيرانك وليس لنا منزل، وأنت رجل مجاب الدعوة فاقدم إلينا وأشر علينا في