طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

صورة مما كان عليه الصحابة من الصبر والجهاد

صفحة 366 - الجزء 1

صورة مما كان عليه الصحابة من الصبر والجهاد

  صورة مما كان عليه الصحابة الأبرار - رضوان الله تعالى عليهم - من الحب لدينهم والإخلاص له والتفاني في سبيله وفي تبليغه.

  قال الدكتور: عبد الرحمن الباشا ملخصاً من السيرة النبوية الشريفة وأخبار الصحابة:

  الإسلام العظيم أتاح لعبد الله بن حذافة السهمي أن يلقى سيدي الدنيا في زمانه كسرى ملك الفرس، وقيصر عظيم ملك الروم، وأن تكون له مع كل منهما قصة ما تزال تعيها ذاكرة الدهر ويرويها لسان التاريخ. أما قصته مع كسرى ملك الفرس فكانت في السنة السادسة للهجرة حين عزم النبي ÷ وأن يبعث طائفة من أصحابه بكتب إلى ملوك الأعاجم يدعوهم فيها إلى الإسلام. ولقد كان الرسول ÷ يقدر خطورة هذه المهمة، فهؤلاء الرسل يذهبون إلى بلاد نائية لا عهد لهم بها من قبل وهم يجهلون لغات تلك البلاد ولا يعرفون شيئاً عن أمزجة ملوكها، ثم إنهم سيدعون هؤلاء الملوك إلى ترك أديانهم، ومفارقة عزهم وسلطانهم، والدخول في دين قوم كانوا إلى الأمس القريب من بعض أتباعهم، إنها رحلة خطيرة، الذاهب فيها مفقود، والعائد منها مولود، (ولكنه الفداء والتضحية والجهاد في تبليغ الرسالة) لذا جمع الرسول ÷ أصحابه وقام فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال: «أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم فلا تختلفوا علي كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم» فقال أصحاب رسول الله ÷: نحن يا رسول الله نؤدي عنك ما تريد فابعثنا حيث شئت.