حكاية المتوكل العباسي مع الإمام علي بن محمد الجواد
  لنبلغها إلا بهذه البلية أي الدرجة المستحقة على الأعواض التي تؤخذ من أبي جعفر
  وتنقل إليهم، ويحتمل الثواب الذي يجب لهم على المجاهدة والصبر على ما ينالهم فيها.
حكاية المتوكل العباسي مع الإمام علي بن محمد الجواد
  ذكرها كثير من المؤرخين: أنَّه سُعي إلى المتوكل العباسي بالإمام أبي الحسن علي بن محمد الجواد بن علي الرضا عليهم للسلام أن في منزله سلاحاً وكتباً من شيعته، وأنه يطلب الأمر لنفسه، فبعث المتوكل إليه جماعة من عساكره فهجموا على منزله فوجدوه على الأرض مستقبل القبلة يقرأ القرآن فحملوه على حاله إلى المتوكل، والمتوكل يشرب فأعطاه شراباً فقال: اعذرني فإني لم أشربها حياتي؛ فأعظمه وأجله، وقال: أنشدني فقال: إني قليل الرواية للشعر، فقال: لابد. فأنشده:
  باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فلم تنفعهم القلل
  واستنزلوا بعد عز من معاقلهم ... وأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
  ناداهُمُ صارخ من بعد ما رحلوا ... أين الأسرة والتيجان والحُلل
  أين الوجوه التي كانت محجبة ... من دونها تضرب الأستار والكللُ
  فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتل
  يا طالما أكلوا يوماً وما شربوا ... فأصبحوا بعد ذاك الأكل قد أُكلوا
  فبكى المتوكل والحاضرون، وقال له المتوكل: يا أبا الحسن، هل عليك دين؟ قال: نعم، أربعة آلاف درهم، فأمر له بها، وصرفه معظماً مكرماً.