من الوسائل للإمام يحيى بن المهدي الزيدي رضوان الله عليهم
  صدرك، واستثمره في عسرك ويسرك، واستصبح به في ديجور أمرك، وعليك بطلب العلم وحفظه ودراسته ليلاً ونهاراً فإنه رأس الخصال الدينية، فاجعل العلم رأس مالك، وأقبل عليه بكلك، ولا تجعل له معه شريكاً فإن حصوله على خطر مع الاستبداد فكيف مع المشاركة، ولا دين لمن لا عمل له، ولا عمل لمن لا علم له، ولا إخلاص لمن لا ورع له، ثم التيقظ في المحاورة والمكاتبة والمراسلة، ثم اكتساب خصال الخير كلها لا تطرح شيئاً منها، فأنت في منصب شريف، ومحتد منيف، وصن نفسك عن مساوي الأخلاق، وارفعها عن أن ترفع إلى الدني من الطباق، وكن ذكي الباطن نابه الفكرة، ثاقب الرؤية، حاضر الجواب سالم الارتياب، صحيح الأركان والمباني، حلو المقاطف والمجاني، محسن إلى القريب
  والبعيد، مولعٌ بكل منيب.
من الوسائل للإمام يحيى بن المهدي الزيدي رضوان الله عليهم
  قيل: خلق الله تعالى الحيوان على ثلاثة أقسام قسم خلقه من عقل مجرد كالملائكة وقسم خلق من عقل وشهوة فهم بنو آدم، وقسم خلقه من شهوة مجردة كالأنعام.
  والإنسان متوسط بين هاتين من غلب عقله شهوته لحق الملائكة في أذكارهم وأعمالهم، ومن غلبت شهوته عقله الحق بالبهائم وكان من جهلة الدواب المتقممة بل هو أضل سبيلاً. قال علي #: العقل جيش الرحمن، والهوى قائد جيش الشيطان والنفس متجاذبة بينهما فأيهما غلب كانت من جنده، ولهذا قال ÷: «الذكر مخ العبادة» وقال ÷: «تفكر ساعة خير من عبادة سنة» مصداقه قوله تعالى: «وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ». ولهذا قال في إحياء علوم