حكاية عن ولادة الإمام زيد #
حكاية عن ولادة الإمام زيد #
  من سيرة الإمام زيد بن علي $ قال: بينما علي بن الحسين في أوراده وأدعيته المعتادة بعد صلاة الفجر ينتظر طلوع الشمس ليوم جديد، فإذا البشير يسبقها ويزف إليه البشرى بأَن امرأته(١) الصالحة جيدا وضعت حملها الذي كان ينتظره بفارغ الصبر، ومن الفأل الحسن أن صادف مولده إشراق شمس صبح جديد، وحين قرعت البشرى سمع زين العابدين قام فصلى ركعتين شكراً لله، ثم أخذ المصحف مستفتحاً لاختيار اسم مولوده فخرج في أول السطر قول الله تعالى: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ٩٥}[النساء] فأطبق المصحف ثم قام وصلى ركعات، ثم فتح المصحف فخرج في أول السطر {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩}[آل عمران]، ثم قام وركع، ثم أخذ المصحف وفتحه فخرج في أول السطر {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١١١}[التوبة] وبعد ذلك أطبق زين العابدين المصحف وضرب بإحدى يديه على الأخرى، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون عزيت في هذا المولود إنه زيد، أما والله ما أحد من ولد الحسين في يوم القيامة أعظم منه وسيلةٌ ولا أصحاباً آثر عند الله من أصحابه. انتهى.
(١) لعلها أمته.