طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طرائف من أقوال العارف بالله إبراهيم الكينعي

صفحة 265 - الجزء 1

  نسأل الله أن لا يجعلنا كمن أخلد إليها، وأن يجعلنا ممن سارع إلى ما شوقه إليه من

  ثوابه، وعصمنا مما خوف به من عقابه، ورزقنا الصبر في مواطن الصبر حتى

  يبلغنا القيام بأمره، وبذل أنفسنا من الدنيا فيها لمرضاته.

طرائف من أقوال العارف بالله إبراهيم الكينعي

  اترك النوم إلا من غلبة، وحد الغلبة أن يتشوش عليه الذكر والقراءة والصلوات فحينئذ ينام حتى يعقل ما يقول، كما قال تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨}⁣[الذاريات] والنوم راحة البدن، والمجاهدة إتعاب البدن، فإذا هجر المجاهد النوم والاستراحة دانت له الجوارح، فيحيا القلب، وترتفع عنه حجب الشهوات، فحينئذ ينظر إلى عالم الملكوت بعين قلبه فيشتاق إِلي ربه.

  والمحافظة على الأمر الوسط في الطعام والشراب لا الشبع ولا الجوع المفرط كما قال الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ٣١}⁣[الأعراف] وقال ÷: «من أكل طعاماً بشهوة حرم الله على قلبه الحكمة، ومن تركها رزق الله قلبه الحكمة» وقال ÷؛ «إذا أسكت كلب الجوع برغيف فعلى الدنيا العفا)» وفي هذا الخبر الشريف تعيين قدر الطعام فافهم.

  وقيل: الآفات كلها مجموعة في الشبع، والخيرات كلها مجموعة في الجوع.

  وآفات الشبع كثيرة قد عدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب السَّفُ رواها في كتاب (التصفية) للديلمي إلى سبعة وعشرين: