طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية القاتل والشريفة

صفحة 79 - الجزء 1

حكاية القاتل والشريفة

  وفي (جواهر العقدين) قال: ومن ذلك ما ذكر المسعودي في (المروج) عن إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، وكان على شرطة بغداد أنه رأى رسول الله ÷ في منامه وهو يقول: أطلق القاتل، فانتبه مرعوباً وسأل أصحابه، فقالوا: عندنا رجل اتّهم بقتل، فأحضره وقال: اصدقني الحديث، فقال: أخبرك نحن جماعة نجتمع على المحرمات كل ليلة، فلما كان بالأمس جاءت عجوز كانت تختلف إلينا تجلب لنا النساء، فدخلت الدار ومعها جارية بارعة الجمال، فلما توسطت الدار ورأت ما نحن عليه صاحت صيحة وأغمي عليها، فأدخلتها بيتاً، فلما أفاقت سألتها عن حالها فقالت: يا فتيان الله الله فيَّ فإن هذه العجوز غرتني وأخبرتني أن عندها حُقاً من جوهر ليس في الدنيا مثله، فشوقتني إلى النظر إلى ما فيه فخرجت معها ثقة بقولها لأنظر فيه، فهجمت بي عليكم، وأنا شريفة وجدي رسول الله ÷ وأمي فاطمة بنته فاحفظوهم فيَّ، قال: فخرجت إلى أصحابي وعرفتهم حالها وقلت: لا تتعرضوا لها فكأني أغريتهم بها، فقاموا إليها وقالوا: لما قضيت حاجتك منها صرفتنا عنها، قال: فقمت دونها قلت: والله ما يصل أحد منكم إليها وأنا حي، فتفاقم الأمر بيننا إلى أن نالتني جراح وعمدت إلى أشدهم حرصاً على ذلك فقتلته، ثم حاميت عنها إلى أن خلصتها وأخرجتها من الدار فسمعتها وهي تقول: سترك الله كما سترتني، وكان لك كما كنت لي، وسمع الجيران الصيحة فاجتمعوا ودخلوا الدار والسكين في يدي والرجل مقتول فجاءوا بي إلى الشرطة في تلك الحال، فقال له إسحاق: قد وهبتك الله ولرسوله والحفظ المرأة وتاب الرجل وحسنت توبته.