طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن عابد من بني إسرائيل

صفحة 106 - الجزء 1

  البركة المصكعة، ثم مشى حتى نزل الوادي ثم اختفى ثم ظهر من جانب الوادي، ثم مشى في الضلعة حتى قرب ودخل بين البيوت، ثم دخل حوش البيت والسيد محمد يتعجب من هذا الضوء الغريب والأمر العجيب حتى قرع الباب فأجابه فقال: تعال، فكلمه من وراء الباب وقال: هذه حق الرجال أنفقتها في مرضاة الله تعالى، وأعيدت إليك بأمر الله تعالى، وما ادخره الله تعالى لك الشيء العظيم، ففتح الباب وقد أخذته العبرة فإذا الكيس بعينه وصفته ولم ير أحداً فأخذه العجب، وطلع إلى مجلسه ففتح الصندوق الموضوع فيه الكيس فلم يجده، فتعجب من هذا الأمر ولم يتمالك نفسه أن يبكي ويحمد الله تعالى ويشكره حتى أذن الفجر وخرج للصلاة لا يرفع قدماً ولا يضعها إلا على ذكر الله تعالى.

  إن ألطاف إلهي لي قالت خل عنك ... لا تدبر لك أمرا أنا أولى بك منك

حكاية عن عابد من بني إسرائيل

  يروى أنه كان في بني إسرائيل عابدٌ عبد الله تعالى دهراً طويلاً في صومعة، وأنبت الله تعالى له كرمة عنب يأكل منها كل يوم قطف عنب، وإذا عطش مد يده فيقع فيها الماء، فمرت به امرأة جميلة فقالت: يا راهب قد دخل الليل والقرية بعيدة فدعني أنام عندك هذه الليلة حتى الصباح، فلما صارت عنده تجردت عن ثيابها، فغض بصره فتعرضت له فطالبته نفسه بذلك، فقال: إِن الزاني يكتب علي جبهته آيس من رحمة الله تعالى، وخوّف نفسه بنار جهنم فلم ترجع، فعرض عليها النار الصغرى وملأ سراجه دهنا وغلظ الفتيلة وأدخل إصبعه في السراج