حكاية عن كامل أهل البيت
  وإنما سعيت في هلكتك، وكدحت إلى بوارك، ثم ها أنت ذا تغتر بجهل الجاهلين بك، وتزهو بمدح المغترين بما ظهر من ريائك، يا بن آدم من أعرف منك بنفسك، ومن هو الذي أولى بصلاح أمرك منك، بادر ثم بادر قبل اخترامك، وقبل زوالك، وقبل رحيلك، وقبل نزولك إلى قبر لم تمهد فيه معاداً، ولم توسد لنفسك فيه وساداً، إنما تسكنه فرداً خالياً تنوبك فيه بنات الأرض، وتزورك فيه هوامها، أيا غافلاً وما أغفلك، أخلت تكون سدى أتترك فيما هاهنا آمنا، انزعج إلى دار الخلود التي أعدت للمتقين.
حكاية عن كامل أهل البيت
  حكي عن كامل أهل البيت الشهيد عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب # أنه صلى الفجر بوضوء العشاء ستين سنة، فإذا كان آخر الليل سجد وقال: إلهي لم أعبدك حق عبادتك لكني لم أشرك بك شيئاً ولم أتخذ من دونك ولياً.
  وكذا روي عن أبي حنيفة أنه صلى الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة، فإذا كان آخر الليل تمثل بهذا البيت:
  كفى حزناً أن لا حياة لذيذة ... ولا عمل يرضى به الله صالح
  كان لا يقبل جوائز الدولة، وأريد على القضاء في الكوفة فامتنع، وأراده المنصور على القضاء ببغداد فأبى فحبس، عرف بمودته لأهل البيت، وسم لأجل ذلك ومات شهيداً.